مَوْلِدُ الْعَزَبِ
الْحَمْــــدُ لِلّٰهِ الَّذِيْ قَــدْ أَوْجَــــــدَا ۞ مِنْ نُوْرِهِ نُوْرًا بِهِ عَمَّ الْهُدَى
سَبَقَ الْعَوَالِمَ فِي الوَجُوْدِ بِأَسْرِهَا ۞ فَالْكُلُّ مِنْهُ فِي الْحَقَيْقةِ مُبْتَدَا
أَعْنِيْ بِذٰلِكَ نُوَرَ مَنْ سَادَ الْوَرَى ۞ وَزَكَتْ عَنَاصِرُهُ الشَّرِيْفَةُ مُحْتَدَا
الْمُصْطَفَى خَيْرُ الْخَلَائِقِ مَنْ سَمَا ۞ وَعَلَا عَلَى فَلَكِ السِّيَادَةِ سُوْدَدَا
صَلَّى عَلَيْـــهِ مُسَلِّمًــــا مَوْلَاهُ مَعْ ۞ اٰلٍ لَهُ وَالصَّحْبِ مَا نَجْمٌ بَدَا
هُوَ رَحْمَــةٌ لِلْعَــــالَـمِيْنَ وَنِعْمَــةٌ ۞ فَاضَتْ عَلَى كُلِّ الْبَرِيَّةِ بِالنَّدَا
هٰـذَا وَأَرْجُو اللهَ مِنْ إِفْضَـــالِهِ ۞ عَوْنًا عَلَى نَظْمِيْ لِمَوْلِدِ أَحْمَدَا
كَيْ تُنْعَشَى الْأَرْوَاحُ عِنْدَ سَمَاعِهِ ۞ وَتُقَلَّدَ الْأَسْمَاعُ دُرًّا نُضِّدَا
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِالصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ ۞ وَأَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامَ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
اِعْلَمْ بِـــــأَنَّ اللهَ قَدَّرَ سَــــابِقًـــــا ۞ تَكْوِيْنَهُ هٰذَا الْجَنَابَ الْمُفْرَدَا
إِذْ قَالَ جَلَّ لِقَبْضَةٍ مِنْ نُوْرِهِ ۞ كُوْنِيْ بِقُدْرَتِنَا الْحَبِيْبَ مُحَـمَّدَا
فَهُوَ الْحَبِيْبُ الْمُجْتَبَى قِدْمًا كَمَــا ۞ قَدْ صَحَّ هٰذَا بِالدَّلِيلِ وَأُسْنِدَا
وَعَلَيْهِ فِي الْأَزَلِ النُّبُوَّةِ أُفْرِغَتْ ۞ وَلَنَا بِهِ الْمَوْلَى الْمُعَظَّمُ أَسْعَدَا
وَبِوَجْهِ آدَمَ لَاحَ هٰـــذَا النُّوْرُ إِذْ ۞ خَرَّتْ مَلَآئِكَةُ الْمُهَيْمِنِ سُجَّدَا
وَلِسَائِرِ الْأَصْلَابِ مِنْهُ مُنَقَّــــلٌ ۞ حَتَّى اسْتَقَرَّ بِوَالِدَيْهِ وَأُبِّدَا
وَحَمَى الْإِلٰهُ مِنَ السِّفَاحِ أُصُوْلَهُ ۞ وَعَلَوْا بِهِ شَرَفًا أَثِيْلًا أَمْجَدَا
وَلِوَالِدَيْـــهِ الرَّبُّ قَدْ أَحْيَا كَمَــا ۞ قَدْ جَاءَ هٰذَا فِي الْحَدِيْثِ وَأُيِّدَا
قَدْ اٰمَنَّـــا حَقًّــــا بِهِ فَاسْتَوْجَبَــــا ۞ كُلَّ النَّجَاةِ وَبِالْجِنَانِ تَخَلَّدَا
فَهُمَا يَقِيْنًا نَاجِيَـــانِ وَمَنْ يَقُــلْ ۞ بِخِلَافِنَا ضَلَّ السَّبِيْلَ وَأُبْعِدَا
وَكَذَا جَمِـــــيْعُ أُصُوْلِهِ مَــــأْوَاهُــمْ ۞ دَارَ النَّعِيْمِ كَمَا رَوَاهُ مَنِ اهْتَدَى
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِالصَّلَاةِ ضَرِيْحَــهُ ۞ وَأَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامَ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
فَهُوَ النَّـــبِيُّ مُحَمَّـدٌ ࣙ بْنُ ذَبِيْحِـهِــمْ ۞ مَنْ كَانَ عَبْدَ اللهِ كَهْفًا سَيِّدَا
وَبِعَبْـــــدِ مُطَّلِبٍ أَبُوْهُ لَقَـدْ دُعِيْ ۞ وَهُوَ بْنُ هَاشِمٍ ࣙالْجَوَادِ الْمُقْتَدَى
أَعْنِيْ ابْنَ عَبْدِ مَنَافِهِمْ مَنْ يَنْتَمِيْ ۞ لِقُصَيِّ بْنِ كِلَابِهِمْ مُجْلِي الصَّدَا
وَهُوَ ابْنُ مُـرَّةَ نَجْــــلِ كَعْبِهِمْ الَّذِيْ ۞ لِلُؤَيِّهِمْ نُسِبَ بْنُ غَالِبٍ ࣙ الْعِدَى
ذَاكَ ابْنُ فِهْـــــــرٍ مَنْ أَبُوْهُ مَـــــالِكٌ ۞ قَدْ كَانَ حِصْنًا لِلْأَنَامِ وَمَعْضِدَا
السَّيِّدُ ابْنُ النَّضْرِ مُفْـــــرَدُ عَصْرِهِ ۞ مَنْ بِالنَّضَارَةِ وَالْجَمَالِ تَفَرَّدَا
ٰذَا هُوَ ابْنُ كِنَانَـةَ بْنُ حُزَيْمَــــةٍ ۞ مَنْ بِالْفَخَارِ سَمَا وَفَاقَ الْفَرْقَدَا
هُوَ بْنُ مُدْرِكَةَ بْنُ إِلْيَاسَ الَّذِيْ ۞ فِي صُلْبِهِ سُمِعَ النَّبِيُّ مُوَحِّـدَا
يُعْزَى إِلَى مُضَرٍ هُوَ ابْنُ نِرَارِهِــمْ ۞ أَعْنِيْ بِهِ ابْنَ مَعَدِّهِمْ مَنْ أُرْشِدَا
هُوَ ابْنُ عَدْنَانِ الْإِمَامِ الْمُنْتَقَـى ۞ مَنْ لِلذَّبِيْحٍ لَهُ انْتِسَابٌ أُكِّدَا
هٰذَا هُوَ النَّسَبُ الَّذِي اتَّفَقُوْا عَلَيـْ ۞ ــــهِ وَمَنْ يَخُضْ مِنْ بَعْدُ خَالَفَ وَاعْتَدَا
وَإِلَيْـــــهِ قَدْ كَانَ الْمُشَـفَّعُ يَنْتَـهِيْ ۞ وَيُكَذِّبُ النَّسَابَ مَهْمَا عَدَدَا
وهُو الَّذِيْ فَرْضٌ عَلَيْنَــا حِفْظُهُ ۞ وَكَذَاكَ كُلُّ مُكَلَّفٍ قَدْ وَحَّدَا
أَكْرِمْ بِهِ نَسَبًــــا بِعِقْــدِ نِظَامِــــهِ ۞ وَحُلَى مَفَاخِرِهِ الْوْجُوْدُ تَقَلَّدَا
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِالصَّلَاةِ ضَرِيْحَــهُ ۞ وَأَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامَ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
هٰـــذَا وَلَـمَّــــا أَنْ أَرَادَ إِلٰـهُنَــــا ۞ إِظْهَارَهُ السِّرَّ الْمَصُوْنَ الْأَسْعَدَا
اِخْتَصَّ اٰمِنَـــةَ الرِّضَـــا أُمًّا لَهُ ۞ وَلَهَا بِهِ أَمَّ الْـهَنَا وَتَأَبَّدَا
حَمَلَتْ بِجَوْهَرِهِ الشَّرِيْفِ وَمَا شَكَتْ ۞ ثِقَلًا وَلَا وَهَنًا بِهَا طُوْلَ الْمَدَا
وَهَوَاتِفُ الرَّحْمٰنِ قَدْ هَتَفَتْ بِهَا ۞ وَِبسَآئِرِ الْأَكْوَانِ قَدْ سُمِعَ النِّدَا
وَتَقُوْلُ يَا بُشْرَاكِ قَدْ نِلْتِ الْمُنَى ۞ وَحَمَلْتِ خَيْرَ الْمُرْسَلِيْنَ الأَمْجَدَا
وَبِلَيْلَةِ الْحَمْــلِ الْمُعَظَّمِ فُـتِّحَتْ ۞ جَنَّاتُ فِرْدَوْسٍ وَطَابَتْ مَوْرِدَا
وَالْمُلْكُ وَالْمَلَكُوْتُ فِيْهَا عُطِّرَا ۞ وَالْأُنْسُ وَافَى وَالسُّرُوْرُ تَجَدَّدَا
وَبِعَامِهَا قَدْ عَمَّ حِصْبٌ فِي الْوَرَى ۞ مِنْ بَعْدِ جَدْبٍ لِلْبَرِيَّةِ أَجْهَدَا
وتَبَاشَرَتْ بِالشَّرْقِ وَالْغَرْبِ الْوُحُوْ ۞ شُ وَبِالصَّفَا طَيْرُ الْمَسَرَّةِ غَرَّدَا
وَأُهَيْلُ شِرْكٍ أَصْبَحَتْ أَصْنَامُهَــا ۞ مَنْكُوْسَةً وَهَوَانُهَا لَنْ يُجْحَدَا
وَبِعَــــامِ فَتْحٍ لَقَّبُوْا ذَا الْعَــــامَ إِذْ ۞ كَمْ مِنْ فُتُحَاتٍ بِهِ لَنْ تُعْهَدَا
وَجَمِيْعُ أَحْبَـارٍ رَوَتْ أَخْبَـــارَهُ ۞ وَزَهَا بِهَا وَجْهُ الزَّمَانِ تَوَرُّدَا
وَتَقُوْلُ حَانَ ظُهُوْرُ بَدْرِ السَّعْدِ مِنْ ۞ أُفُقِ الْعُلَا لِنَرَى الْحَبِيْبَ وَنُسْعَدَا
فِيْ عَامِهِ كُلُّ النِّسَـــآءِ كَرَامَــــةً ۞ لِلْمُصْطَفَى حَمَلَتْ ذُكُوْرًا رُشَّدَا
وَلَكُمْ بِهِ ظَهَرَتْ عَجَائِبُ جَمَّةٌ ۞ عَنْهَا لَقَدْ ضَاقَ النِّطَاقُ تَعَدُّدَا
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِالصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ ۞ وَأَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامَ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
مِنْ حَمْلِهِ لَمَّا مَضَى شَهْرَانِ قَدْ ۞ وَافَى الْمَينُوْنُ أَبَا النَّبِيِّ الأَجْوَدَا
وَبِطَيْبَــــةٍ قَدْ كَانَ ذٰلِكَ مُـذْ أَتَى ۞ أَخْوَالَهُ مِنْ أَرْضِ شَامٍ مُسْعَدَا
وَأَقَامَ فِيْهَــــا عِنْدَهُمْ مُتَوَجِّعًـــا ۞ شَهْرًا سَقِيْمًا صَابِرًا مُتَجَلِّدَا
وَضَرِيْحُــــهُ قَدْ أَشْرَقَتْ أَنْوَارُهُ ۞ مَنْ زَارَهُ نَالَ الْمُنَى وَالْمَقْصِدَا
وَلَدَى تَمَامِ الْحَمْلِ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ ۞ حَانَتْ وِلَادَةُ مَنْ أَتَانَا مُرْشِدَا
وَتَأَرَّجَتْ أَرْجَاءُ هٰذَا الْكَوْنِ مِنْ ۞ نَفَحَاتِهِ وَبَدَا الْحُبُوْرُ مُجَدَّدَا
وَتَنَفَّسَتْ أَنْوَارُ صُبْحِ طُلُوْعِـــهِ ۞ حَتَّى غَدَا لَيْلُ الضَّلَالِ مُبَدَّدَا
وَلِأُمِّهِ فِي الطَّلْقِ جَآءَتْ مَرْيَمٌ ۞ وَكَذَاكَ آسِيَةُ الَّتيْ مُنِحَتْ هُدَى
وَأَتَى مِنَ الفِـــرْدَوْسِ حُوْرٌ مَعْهُمَـــا ۞ لِيَكُوْنَ تَأْنِيْسًا لَهَا وَتَوَدُّدَا
فَهُنَاكَ قَدْ جَآءَ الْمَخَاضُ فَأَبْرَزَتْ ۞ شَمْسَ الْهُدَى خَيْرَ الأَنَامِ الْأَوْحَدَا
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِالصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ ۞ وَأَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامَ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
وَلِذِكْرِ مَوْلِدِهِ يُسَنُّ قِيَامُنَـــا ۞ أَدَبًا لَدَى أَهْلِ الْعُلُوْمِ تَأَكَّدَا
وَبِأَكْمَلِ الْأَوْصَافِ جَآءَ نَبِيُّنَا ۞ وَبَدَا يُهَلِّلُ سَاجِدًا مُتَعَبِّدَا
إِذْ لَاحَ مَخْتُوْنًا نَظِيْفًـا طَيِّبًـا ۞ مَقْطُوْعَ سُرِّ بَلْ كَحِيْلًا أَغْيَدَا
وَإِلَى السَّمٰوَاتِ الْعَلِيَّةِ رَافِعًــا ۞ لِشَرِيْفِ رَأْسٍ مِثْلَ مَا رَفَعَ الْيَدَا
وَلَهُ الْمَلَائِكُ شَمَّتَتْ لِعُطَاسِهِ ۞ مِنْ بَعْدِ مَا حَمِدَ الْإِلٰهَ وَمَجَّدَا
كَمْ مِنْ خَوَارِقَ يَوْمَ مَوْلِدِهِ بِهَــا ۞ قَدْ أُسِّسَ الدِّيْنُ الْقَوِيْمُ وَشُيِّدَا
مِنْ ذٰلِكَ النُّوْرُ الَّذِيْ شَمِلَ الْوَرَى۞ وَازْدَادَ وَادِي الشَّامِ مِنْهُ تَوَقُّدَا
وَخُمُوْدُ نِـــيْرَانٍ لِفَــــارِسِ ࣙالَّتِيْ ۞ مِنْ أَلْفِ عَامٍ أُوْقِدَتْ لَنْ تُخْمَدَا
وَكَذَا السَّمٰوَاتُ الْعُلَى حُفِظَتْ بِهِ ۞ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَقَى مُتَمِّرِدَا
وَسَمَاوَةٌ فَـاضَتْ وَغَـــاضَتْ سَــاوَةٌ ۞ وَبَدِيْعُ إِيْوَانٍ لِكِسْرَى بُدِّدَا
وَِبمَكَّةٍ قَـدْ كَانَ مَوْلِدُهُ الَّذِي ۞ أَحْيَا الْقُلُوْبَ فَحَبَّ هٰذَا مَوْلِدَا
وَبِثَـــانِ عَشْرٍ مِنْ رَبِيْعٍ أَوَّلٍ ۞ فِيْ يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ الْمُفَخَّمِ ذِي الْجَدَا
وَِبعَامِ فِيْلٍ صَحَّ ذَاكَ كَمَا أَتَى ۞ وَرَوَى الثِّقَاتُ بِهِ الْحَدِيْثَ مُعَضَّدَا
وَِبسَـــابِعِ الْمِيْـــلَادِ أَوْلَمَ جَدُّهُ ۞ وَأَجَادَ فِيْهِ فَكَانَ عِيْدًا مَشْهَدَا
وَبِأَشْرَفِ الْأَسْمَـآءِ وَهُوَ مُحَمَّدٌ ۞ سَمَّاهُ رَاجِيْ رَبِّهِ أَنْ يُحْمَدَا
وَلَهُ إِلٰهُ الْخَلْقِ حَقَّقَ مَا رَجَا ۞ هُ لِخَيْرِ مَحْمُوْدٍ لَهُ نَفْسِي الْفِدَا
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِالصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ ۞ وَأَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامَ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
لِجَنَابِهِ الْأُمُّ الْكَرِ يْمَةُ أَرْضَعَتْ ۞ سَبْعًا كَمَا رَوَتِ الْأَفَاضِلُ مُسْنَدَا
فَثُوَيْبَــةٌ مِنْ بَعْدِهَـــــا فَحَلِيْمَـــةٌ ۞ مَنْ قَدَّرَ الْمَوْلَى لَهَا أَنْ تُسْعَدَا
نَالَتْ مِنَ اللهِ السَّعَـــادَةَ كُلَّهَــــا ۞ وَحَوَتْ بِذَا عَيْشًا خَصِيْبًا أَرْغَدَا
مِنْهُ القُوَى قَوِيَتْ لَدَيْهَا وَانْتَشَى ۞ بِكَمَالِ وَصْفٍ لَمْ يَزَلْ مُتَجَدِّدَا
فَبـِمَهْدِهِ قَمَرُ السَّمَـــا نَاغَى فَيَــــا ۞ لِلّٰهِ مَهْدٌ لِلْحَبِيْبِ تَمَهَّدَا
وَشَبَابُهُ فِي الْيَوْمِ مِثْــلُ سِوَاهُ فِيْ ۞ شَهْرٍ لَّهُ الْموَلَى بِذٰلِكَ أَيَّدَا
وَلِرَابِعِ السَّــنَوَاتِ نَحْوَ مَدِيْنَـــــةٍ ۞ أَمَّتْ بِهِ أُمٌّ أَبَاهُ الْجَيِّدَا
زَارَتْهُ مَعْ أَخْوَالِهِ وَبِعَوْدِهَــــا ۞ طَابَتْ بِأَبْوَا أَوْ حَجُوْنٍ مَرْقَدَا
فَأَنَالَهَا الْمَوْلَى الْكَرَامَةَ وَالرِّضَا ۞ فِيْ دَارِ عَدْنٍ عَيْشُهَا لَنْ يَنْفَدَا
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِالصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ ۞ وَأَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامَ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
ثُـــــمَّ الْمُشَفَّعُ لَمْ يَزَلْ مُتَرَقِّيًــــا ۞ رُتَبًا بِحُسْنِ كَمَالِهَا قَدْ أُفْرِدَا
حَتَّى لَهُ الرَّحْمٰنُ أَرْسَلَ رَحْمَـةً ۞ طُوْبَى لِمَنْ بِقَوِيْمِ مِلَّتِهِ اقْتَدَى
وَبـِجِسْمِهِ وَالرُّوْحِ أَسْرَى يَقْظَةً ۞ وَلَكُمْ عَجَائِبَ قَدْ أَرَاهُ وَأَشْهَدَا
رَكِبَ الْبُرَاقَ وَسَـــارَ تَحْتَ رِكَابِهِ ۞ جِبْرِيْلُ يَمْشِيْ كَيْ يَنَالَ السُّوْدَدَا
إِذْ أَمَّ قُدْسًـــا فِيْــــهِ أَمَّ الْأنْبِيَـــــا ۞ وَرَقَى لِمِعْرَاجِ السُّرُوْرِ لِيَصْعَدَا
وَيُرِيْهِ مِنْ اٰيَــــاتِهِ الْكُبْرَى وَمِنْ ۞ فَرْضِ الصَّلَاةِ الْخَمْسِ يَبْلُغُ مَقْصِدَا
وَلِقَابِ قَوْسَيْنِ الْحَبِيِبُ لَقَدْ دَنَا ۞ حَتَّى رَأَى مَوْلًى عَلَا وَتَمَجَّدَا
وَبِعَــــيْنِ رَأْسٍ كَانَ ذَاكَ وَقَلْبِـــــهِ ۞ فَاحْفَظْ لِهٰذَا حَيْثُ صَحَّ وَسَدِّدَا
وَلَهُ لَقَدْ قَــــالَ الْعَليُّ مُلَاطِفَـــــا ۞ سَلْنِيْ لِتُعْطَى مَا سَأَلْتَ وَأَزْيَدَا
عَنْهُ الْأَمِيْنُ لَقَدْ تَأَخَّـــرَ هَيْبَةً ۞ لَمَّا بِهِ فِي النُّوْرِ زُجَّ لِيَشْهَدَا
إِذْ قَالَ لَوْ قُدِّمْتُ أَحْرَقَنِي السَّنَا ۞ فَمَقَامُهُ بِالرُّوْحِ حَقًّا يُفْتَدَى
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِالصَّـــلَاةِ ضَرِيْحَـــهُ ۞ وَأَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامَ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
وَلِدَارِ هِجْرَتِهِ دَعَــاهُ رَبُّـــهُ ۞ فَأَجَابَ دَعْوَتَهُ وَسَارَ مُؤَيَّدَا
وَوَقَاهُ مَوْلَاهُ بِعَيْنِ عِنَايَةٍ ۞ فَأَسَرَّ أَحْبَابًا وَأَكْمَدَ حُسَّدَا
سُرَّتْ بِهِ الْأَنْصَارُ عِنْدَ قُدُوْمِهِ ۞ وَأَبَادَ كُلَّ مُعَانِدٍ قَدْ أَلْحَدَا
وَأَقَامَ فِيْهَــا الْحَقَّ حَقَّ قِيَــــامِهِ ۞ وَبِسَيْفِ فَتْحٍ وَانْتِصَارٍ قُلِّدَا
وَفَشَا بِهَا الْإِسْلَامُ بَعْدَ خَفَآئِهِ ۞ وَعَلَى تُقَى مَوْلَاهُ أَسَّسَ مَسْجِدَا
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِالصَّلَاةِ ضَرِيْحَهُ ۞ وَأَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامَ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
قَدْ كَانَ طَهَ الْمُصْطَفَى خَيْرَ الْوَرَى ۞ خَلْقًا وَخُلُقًا مِثْلُهُ لَنْ يُوْجَدَا
مُبَيَّضَ لَوْنٍ قَدْ تَشَرَّبَ حُمْرَةً ۞ ذَا قَامَةٍ مَرْبُوْعَةٍ سُقِيَتْ نَدَا
سَهْلاً لِخَدٍّ كَثَّ لِحْيَتِهِ الَّتِيْ ۞ قَدْ شُرِّفَتْ وَعَظِيْمَ رَأْسٍ مُجِّدَا
أَقْنَى لِعِرْنِيْنٍ أَغَرَّ وَوَاسِعًــــا ۞ فَمُهُ حَوَى دُرًّا وَحُسْنًا أَوْحَدَا
وَكَحِيْلَ طَرْفٍ كَانَ سَيِّدُنَا كَذَا ۞ ذَا جَبْهَةٍ فَاقَتْ هِلَالًا أَرْشَدَا
وَحَوَى حَوَاجِبَ زُجِّـجَتْ وَتَفَلَّجَتْ ۞ أَسْنَانُهُ مُحْمَرَّ خَدٍّ أَوْرَدَا
وَإِذَا مَشَىى مُتَكَفِّئًا فَكَأَنَّمَا ۞ يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ عَلَا مُسْتَرْشِدَا
مِنْ حُسْنِ طَلْعَةِ وَجْهِهِ الشَّمْسُ اكْتَسَتْ ۞ وَبِنُوْرِ ضَوْءِ جَبِيْنِهِ الْبَدْرُ ارْتَدَى
وَيَفُوْحُ مِنْهُ شَذًى يَفُوْقُ بِطِيْبِهِ ۞ مِسْكًا ذَكِيًّا مُسْتَطَابًا أَجْوَدَا
وَيُعَظِّمُ الشُّرَفَاءَ وَالْفُضَـلَاءَ وَلَمْ ۞ يَحْقِرْ فَقِــــيْرًا بَلْ نَدَاهُ تَعَوَّدَا
وَلِأَهْــلِهِ ذَا خِدْمَـــةٍ مُتَوَاضِعًـــا ۞ لِلّٰهِ فِيْ دَارِ الْفَنَاءِ زَاهِدًا
وَالثَّوْبَ يَرْقَعُ بَلْ وَيَخْصِفُ نَعْلَهُ ۞ وَالْعُذْرَ يَقْبَلُهُ وَ يَصْفَحُ عَنْ عِدَا
لِلّٰهِ يَرْضَى ثُمَّ يَغْضَبُ إِنْ فَشَتْ ۞ حُرُمَاتُهُ إِذْ فِيْ عَوَاقِبِهَا الرَّدَا
وَتَهَــــابُـهُ كُلُّ الْمُلُوكِ جَــــلَالَةً ۞ وَلِمَنْ يُلَاقِيْ بِالسَّلَامِ قَدِ ابْتَدَا
وَيُمَازِحُ الْأَصْحَابَ حَقَّ مِزَاحِهِ ۞ وَلَهُمْ بِنُصْحٍ لَا يَزَالُ مُسَدِّدَا
كَمْ مِنْ خَصَائِصَ لَيْسَ يُحْصَرُ جَمْعُهَا ۞ وَبِهَا خِتَامُ الرُّسْلِ أَضْحَى مُفْرَدَا
يَا رَبِّ عَطِّرْ بِالصَّلَاةِ ضَرِيْحَــهُ ۞ وَأَدِمْ عَلَيْهِ سَلَامَ ذَاتِكَ سَرْمَدَا
﴾دعاء مولد العزب﴿
وَإِلَى هُنَا قَدْ تَمَّ مَا رُمْنَاهُ مِنْ ۞ نَظْمٍ بِمَوْلِدِهِ زَهَا مُتَفَرِّدَا
فَلْنَسْأَلِ الْمَوْلَى الْمُقَدَّسَ وَلْنَقُلْ ۞ يَا مَنْ إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى وَالْمُبْتَدَا
نَدْعُوْكَ يَا غَوْثَ الْعِبَادِ بِجَاهِهِ ۞ كُنْ فِي الْخُطُوْبِ لَنَا مُعِيْنًا مُنْجِدَا
وَعَلَى عَوَائِدِكَ الْحِسَانِ فَأَجِرْنَا ۞ فَالْكُلُّ أَضْحَى بِالْجَمِيْلِ مُعَوَّدَا
وَبِمَـــا نُؤَمِّلُ يَا كَرِيْمُ فَجُدْ لَنَــــا ۞ فَضْلاً وَكُنْ بِالْجُوْدِ مِنْكَ مُزَوِّدَا
وَامْنُنْ بِصَرْفِ النَّفْسِ عَنْ شَهَوَاتِهَا ۞ وَافْكُكْ فُؤَادًا فِيْ هَوَاهُ تَقَيَّدَا
وَمِنَ الْجَرَائِمِ تُبْ عَلَيْنَا وَاهْدِنَا ۞ وَاغْفِرْ لِكُلٍّ مَا جَنَى وتَعَمَّدَا
وَامْنُنْ بِعَافِيَةٍ لِمَرْضَــــانَا وَجُدْ ۞ بِاللُّطْفِ يَا مَنْ بِمَكَارِمِ عَوَّدَا
وَبِحِلْيَــةِ الْإيْمَـــانِ حَلِّ قُلُوْبَنَــــا ۞ وَلَهَا بِأَنْوَارِ الْمَعَارِفِ أَسْعِدَا
وَإِلَى سِوَاكَ فَلَا تَكِلْنَا وَاسْقِنَــا ۞ غَوْثًا مُغِيْثًا لِلْبَرِيَّةِ جَيِّدَا
وَاحْرُسْ حِمَى طَهَ وَأَجْزِلْ خَيْرَهُ ۞ وَاخْذُلْ لِمَنْ قَدْ رَامَ سُوْءًا أَوْ رَدَى
وَكَذَا بِلَادَ الْمُسْلِمِيْنَ احْفَظْ لَهَا ۞ جَمْعًا وَبِالفَرَجِ الْقَرِيْبِ تَعَهَّدَا
وَانْظُــــرْ إِلَى سُلْطَانِنَـــا بِعِنَايَــــةٍ ۞ وَانْصُرْ بِهِ الشَّرْعَ الْحَنِيْفَ وَمَهِّدَا
وَلِدِيْنِنَــــا ثَبِّتْ وَقَوِّ يَقِيْنَنَــــا ۞ كَيْمَا يَقِيْنًا مَا نُحَاذِرُهُ غَدَا
وَنَفُوْزَ مِنْ خَيْرِ الْوَرَى بِشَفَاعَةٍ ۞ وَنَحُوْزَ فِيْ جَنَّاتِ عَدْنٍ مَقْعَدَ
وَلِعَبْدِكَ الْعَــــزَبِ الْفَقِــيْرِ مُحَمَّدٍ ۞ مُنْشِيْهِ فِيْ دَارِ الْكَرَامَةِ خَلِّدَ
وَأَدِمْ لَهُ حُسْنَ الْجِوَارِ بِطَيْبَـــةٍ ۞ وَارْزُقْهُ سِرًّا عَنْ سِوَاكَ مُجَرَّدَا
وَلِوَالِدَيْــــهِ اغْفِـــــرْ كَذَا ذُرِّيَّـــةٍ ۞ وَامْنَحْهُمُ السِّتْرَ الْجَمِيْلَ مُؤَبَّدَا
وَشُيُوْخَــــهُ وَأَحِبَّـةً وَلِقَـــــارِئٍ ۞ وَلِسَامِعٍ يُصْغِي إِلَيْهِ مُمَجِّدَا
وَلِمُجْرِ هٰذَا الْخَيْرِ وَاشْكُرْ سَعْيَـــهُ ۞ وَاجْعَلْهُ فِيْ مَهْدِ الْقَبُوْلِ مُمَهَّدَ
وَأَجِبْ دُعَانَا إِذْ وَعَدْتَ وَهَبْ لَنَا ۞ حُسْنَ الْخِتَامِ فَلَسْتَ تُخْلِفُ مَوْعِدَا
وَصَـــــلَاةُ مَوْلَانَــــا وَتَسْلِيْــــمٌ عَلَى ۞ أَزْكَى شَفِيْعٍ لِلْبَرِيَّةِ قَدْ هَدَى
وَرَفِيْقِهِ الصِّدِّيْقِ وَالْفَارُوْقِ مَنْ ۞ نَالَا مَقَامًا خَالِدًا وَمُخَلَّدَا
وَالْاٰلِ وَالْأَصْحَابِ مَا هَبَّتْ صَبَا ۞ فَأَمَالَتِ الْغُصْنَ الرَّطِيْبَ الْأَمْلَدَا